Wahdy Laken Wansana

Saturday, May 24, 2008
السعى وراء السعادة

تطهير قوى تشعر به عندما تتوحد مع هذا البطل البائس – السعيد - وتندمج فى هذا الكم الهائل من المشاهد الموجعة والمواقف المؤلمة التى يزخر بها هذا الفيلم
البطل يحب زوجته وابنه ولكنه لا يملك ما يؤمن لهم حياة كريمة، يعمل كمندوب بيع احدى الأجهزة الطبية غير الرائجة ولا اقبال كبير عليها، يواجه مذلات مريرة فى محاولات البيع المحبطة، تحاصره الديون، يهدد بالطرد من مكان سكنه، تضيق زوجته فتغادره وتترك له الأبن الذى يحبه كثيراً، يحاول الحفاظ عليه ويتمسك به، عاهد نفسه على ذلك لانه رأى والده للمرة الأولى ف حياته وهو فى الثامن والعشرين من عمره، فأقسم ان يكون نعم الأب لابنه .. يحدث ذلك احياناً، من قال ان فاقد الشىء لا يعطيه؟؟... بالطبع مقولة خاطئة... فان فاقد الشىء يكون فى بعض الأوقات هو أقدر وأجدر من يعطيه...
يحاول البحث عن وظيفة تاجر اسهم، تهزأ منه زوجته لنظرتها المتدنية له وتسخر من سذاجة طموحه... فتسافر وترحل خارج البلاد...
يحاصره الديانة، يتعرض للحبس نتيجة مخالفاته وعجزه عن التسديد، يبيع كل ما يملك، حتى باع دمه، يتعثر كثيرا، يواجه تحديات يصعب التعبير عنها، فبالنسبة له الحصول على وظيفة يعيش منها هو وابنه هدف كبير جعل كل ما عدا ذلك صغائر يسهل نسيانها او ربما تفكيره فيها بانها قد ستتحول بمرور الأيام الى ذكرى مضحكة بعد ان كانت فى غاية الألم
فماذا يعنى ان يذهب لعمل مقابلة شخصية غير مهذب المنظر وغير مرتديا قميص.. فهو على ثقه بأنه يرتدى بنطلون جيد.... فهدفه هو الحصول على الوظيفة، ومجبر على الالتزام بموعد المقابلة، واجبرته الظروف على الخروج من الحجز بسبب ديونه قبل موعد المقابلة بدقائق ...
وماذا يعنى ان يسير فى الطرقات ويذهب الى عمله الذى يتدرب فيه ليحقق طموحه الشريف ويصبح تاجر اسهم وقد فقد فردة حذائه... فهو على يقين ان الفردة الاخرى لازالت تحمى قدمه، فقد اجبر على حاث السيارة الذى افقده حذائه،وكاد ان يودى بحياته، ولم يختار ان يقع منه احد اجهزته الطبية فيأخذها ذلك المتسول المختل الذى يتخيل انه آلة الزمن ويعرضه لتلك المخاطرة السخيفة ...
وماذا يعنى أن يرجع الى بيته فيجد المالك قد رمى كل اغراضه خارجها لتأخره عن دفع الايجار.. فالشارع اكثر متعة واتساع وليهنأ بمداعبة ابنه بالضغط على زر الجهاز – الذى يراه المختل آلة الزمن - ويتخيل السفر عبر الزمن والهروب من الديناصورات للمبيت فى احد الكهوف الذى هو ف حقيقة الأمر / مرحاض المترو
من منا يختار ظروفه؟؟.... بالطبع لا احد ، فنحن مجبرين على امور كثيرة، منها انتماءاتنا، واقدارنا... الاختيار فقط فى كيفية التعامل من تلك الظروف، بالاستسلام ام بالتحدى؟؟
بطل هذا العمل اتقن فن التحدى، حقق هدفه بالحصول على الوظيفة التى عجز عن الحصول عليها آلاف غيره ظروفهم افضل منه آلاف المرات وبعد اشهر قليلة أسس شركته الخاصة وبعد عدة سنوات باع جزء منها للمداولة فى البورصة بملايين، اثبت لنفسه انه قوى بنفسه وبعزيمته، إرادته غيرت حياته، صموده رفع شأنه ، مبادئه ترسخت وجعلت منه انساناً جديراً بالاحترام. سعى للحصول على السعادة ووجدها فى قوة الالتزام وقوة الحب
فى اخر دقيقتين فى الفيلم وبعد طول معاناة المشاهدة اثر التوحد مع البطل فى توتر وخوف وألم وشفقة، فان ملامح وجه البطل وأداؤه فى اللحظة التى اخبر فيها بنجاحه للوظيفة والدموع التى تملاء عينيه وهرولته فى الطريق ليخبر ابنه ويحتضنه بدفء وحرارة تغسل كل تلك الآلام وتولد احساس مدهش بالرضا والراحة وربما السعادة
مشاهد أبكتنى:
- لما اتطرد من البيت ومشى ف الشارع مش عارف يعمل ايه قام لعب مع ابنه لعبه الة الزمن ونام ف حمام المترو على انه كهف، فضل يلاعبه ويضحك معاه واخده على رجله وعنيه مليانه دموع....
- لما لازم يركبوا الاتوبيس بسرعة عشان يوصل قبل الساعة خمسة لملجأ المتسولين عشان يضمن مكان يبات فيه ، موجعنيش انه ملحقش يلاقى مكان للنوم، وجعنى انه جرى مع ابنه بسرعة للاتوبيس فالولد وقعت منه اللعبه اللى بيحبها ومتعلق بيها ، ومسمعش صرخات ابنه فى الزحمة وباباه زعق فيه رغم انه عمره ما عملها والولد دموعه نزلت، وهم الاتنين بصوا عليها من شباك الاتوبيس بصه فيها قلة حيلة...
- المشهد الاخير لما نجح ف الوظيفة واتعين ف الشركة ومشى ف الشارع زى المجنون وجرى على ابنه وحضنه وطار بيه.
** نكته اتقالت على لسان الولد
الولد لباباه : مرة راجل كان بيغرق وف وسط الميه جاله واحد يساعده، قاله تحب اساعدك؟؟ رد وقاله متشكر .. صديقى هييجى ينقذنى ... بعد شوية جاله واحد قاله، محتاج مساعدة؟؟ رد وقاله .. متشكر صديقى هييجى ينقذنى.. طبعا الراجل مات وغرق وصديقه زار روحه بعد ما مات ، ساله انت كنت فين انا استنيتك كتير لحد ما غرقت، راح رد وقاله ياغبى انا بعتلك اتنين عشان ينقذوك!!
الفيلم طبعا لمسنى والجملة دى كمان لمستنى ... ان ازاى الواحد مش شرط تتمدله مساعدة مباشرة من اللى بيحبه، يعنى مثلا مع تمصير واسلمة المثال ده، ممكن اوى تدعى ربنا وتطلب منه حاجة، مش شرط تستجاب فى شكلها المباشر، ولو جاتلك ف شكل غير مباشر مترفضهاش...وقدر قيمتها... متبقاش غبى
The Pursuit of Happyness
posted by meshmesha @ 9:45 AM  
4 Comments:
  • At May 25, 2008 at 4:02 AM, Blogger Mafrousa said…

    ايه الايمان الجميل اللى فى آخر البوست ده
    ربنا يحميكى...و لو فعلا كل واحد شاف اموره بالمنطلق ده مش حتلاقى حد يتذمر

     
  • At May 25, 2008 at 4:29 AM, Blogger meshmesha said…

    ربنا يخليكى يا مفروسة، مرسيه على تعليقك الجميل ودعوتك الجملية كمان

     
  • At May 27, 2008 at 11:41 AM, Blogger snohe said…

    صديقتى مشمشه
    الفيلم جميل
    وكلماتك جميله
    ومش هتكلم عن زوقك
    ومش هتكلم عن احساسك
    ومش
    ومش
    برافو مشمشه
    تسمحى لى ارشح
    ليكى فيلم انا بحبه
    فيلم (مملكة الجنه) ياريت تشوفيه وتكتبى عنه من فضلك

     
  • At June 1, 2008 at 4:20 AM, Blogger meshmesha said…

    حاضر.. ان شاء الله هشوفه واحاول اكتب عنه.. بس انا مش للدرجة دى، بعدين هصدق واتغر..!!!

     
Post a Comment
<< Home
 

© 2006 Wahdy Laken Wansana | Blogger Templates by Gecko & Fly.
No part of the content or the blog may be reproduced without permission.
Learn how to Make Money Online at GeckoandFly
First Aid and Health Information at Medical Health

 
 

أغنية بحبها


Web This Blog
About Me


Name: meshmesha
Home: cairo, Zitun, Egypt
About Me: wa7dy w may be wansana .. i am not sure
See my complete profile

Previous Post
Archives
Links
Affiliates

make money online blogger templates